أسعد عبدالكريم
أسعد عبدالكريم
-A +A
طالب بن محفوظ (جدة) talib_mahfooz@
دمج بين نوْط الأمني وخَلَد الرياضي ونَظْم الشاعر وثِقة الكاتب.. في «الأمن» احتلَّ رُتبة فكان بين العسكريين ضابطاً منضبطاً.. وفي «الشعر» تعاهد نصاً غنائياً فأصبح بين الشعراء شاهداً وشهيداً.. وفي «الصحافة» كتب مقالة فأَضحى كاتباً ناقداً ساخراً.. وفي «الرياضة» حصيف (اتِّحَادَيْن) فصار بين الرياضيين بصيراً ونصيراً.. إنه الفريق متقاعد أسعد عبدالكريم الفريح.

بين نُضج والد ونُصح والدة وتشوق مُتطلع وأمل جُندية؛ هناك فاعلية إمضاء تائق، وعصامية ذكاء مُشرئب، ومهارة دهاء رزين، وأريحية عطاء مُتوهج، فبات جندياً حامياً لوطن وعيناه ساهرتان على مواطن، وبرسمية وجه وحنكة مهاب و«كاريزما» ضابط ورفعة متعدد المهام؛ تشكَّلت ميدانية إنجازاته بين قوانين «المرور» ومعهده، وسيرورة «الجوازات» وأنظمتها، وأمان «الأمن» وعموميته.


وفي عطف ورزانة وعزم وحزم؛ تربى على الانضباطية بين أسرته الكبيرة فنقلها إلى عائلته الصغيرة، وفي طفولته عاش أمنيته العسكرية حين كان يراقب قوافل الجنود تنظم حركة المرور بالقرب من بيته وسط جدة، ليجد ضالة رُشده في مدرسة الشرطة، وبقناعة شاب طامح التحق بها وتوشَّح «نجمة» وقار الضابط.

عندما تزين بقبعته العسكرية الناضرة وبزته المهيبة المليئة بالنياشين والأوسمة؛ تنقل أعواماً طويلة في رُتب ساطعة، وبين نجمة «ملازم» ومقص «فريق» حقق مجدا أمنياً بنصب العلياء، وحين تقاعده ترك لخَلَفه عملاً مجيداً وعطاء حميداً، أخذها من سلفِه وزاد عليها تحبيراً وتطويرا.

أما حكاية معاقرة الشعر والكتابة؛ فهي رواية أخرى بقيت موهبة صامدة وجودياً في أعماقه منذ النشأة وحتى مع مناصبه «المِيرية» الرسمية المتعاقبة، وبتأثير الدعَة والاستجمام والراحة الذهنية الإبداعية؛ تأنق الأدب والثقافة بانياً صروحاً من القصائد والكتابات الصحفية، وأخرج نصوصاً وطنية ومجتمعية، ومقالات ارتحل بها إلى جزر المعرفة؛ فنبض لها وجدان مُتلق.

مع حبيبه «الاتحاد» وروحه وجماهيره وبطولاته الثلاثية والرباعية؛ كتب في نصف قرن رواية عشق أنيقة منمقة وحكاية زُهد عن منصب، وبين صمت وفاعلية تَجلَّت مكانته الألماسية بنظرته الرياضية الثاقبة ومداد خبرته المؤطرة، وبديدن في حُب «العميد» كان يجمع نفرا من محبيه للتشاور حول مستقبله، ووثق علاقة مع أصدقائه رجال المال للمساهمة في جلب مدربين ولاعبين كبار محصودهم من ذهب.